كتب: عبدالله القزاز
شهدت صناعة البودكاست نموًا هائلًا في السنوات الأخيرة، فأصبح بإمكان أي شخص تقريبًا إنشاء محتوى صوتي ونشره على منصات مختلفة، لم يعد الأمر مقتصرًا على الإعلاميين أو المتخصصين، بل أصبح وسيلة تعبيرية متاحة للجميع، بغض النظر عن خبرتهم أو مهاراتهم الإعلامية.
انتشار البودكاست سلاح ذو حدين، فهو يتيح الفرصة للجميع للتعبير والإبداع، لكنه في نفس الوقت قد يؤدي إلى تدفق محتوى غير مدروس، ليبقى التحدي الحقيقي هو كيفية تحقيق التوازن بين الحرية الإبداعية والجودة، بحيث يستفيد المستمع من محتوى مفيد وهادف.
أسباب انتشار البودكاست بين غير المتخصصين
من أسباب الانتشار، سهولة الوصول إلى الأدوات والتقنيات، فلم يعد إنتاج البودكاست يتطلب استوديوهات متخصصة أو معدات باهظة الثمن، حيث يمكن لأي شخص امتلاك ميكروفون بسيط وهاتف محمول أو حاسوب محمول وتسجيل حلقاته بسهولة عبر برامج مجانية مثل Audacity أو تطبيقات الهواتف الذكية.
أيضا من الأساب انتشار المنصات المجانية وسهولة النشر، فتوفر منصات مثل Spotify، Apple Podcasts، SoundCloud إمكانية نشر البودكاست دون أي تكاليف، مما شجع الكثيرين على خوض التجربة دون قيود مالية.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، أيضا من الأسباب، فانتشار الفيديوهات القصيرة والمحتوى السريع على وسائل التواصل الاجتماعي جعل المستخدمين يبحثون عن بدائل جديدة، والبودكاست أصبح خيارًا جذابًا لأنه يمكن الاستماع إليه أثناء القيادة أو العمل أو حتى أثناء ممارسة الرياضة.
سبب آخر وهو غياب الحاجة إلى مؤهلات إعلامية، فعلى عكس الصحافة المكتوبة أو الإذاعية، لا يحتاج البودكاست إلى شهادات أو خبرات في المجال الإعلامي، مما جعله مساحة مفتوحة للجميع، سواء كانوا محترفين أو هواة.
إحصاءات حول انتشار البودكاست
وفقًا لموقع Listen Notes، يوجد حاليًا أكثر من 3.5 مليون برنامج بودكاست نشط حول العالم، ومع ذلك، 44% من هذه البرامج لديها أقل من 3 حلقات فقط وتوقفت بعدها، وفقط 720 ألف برنامج لديها أكثر من 10 حلقات.
يوجد الآن أكثر من 135 مليون مستمع شهري للبودكاست، في الولايات المتحدة، حيث سجلت الصناعة نموًا بنسبة 47% خلال السنوات الخمس الماضية.
ومن المتوقع أن تصل إيرادات صناعة البودكاست إلى 4 مليارات دولار في عام 2024، وهو ما يعكس مدى التأثير والانتشار السريع لهذه الصناعة.
سلوك المستمعين والحملات الإعلانية
تبلغ نسبة المستمعين الذين لا يفوتون أي حلقة من العروض التي يتابعونها حوالي 62%، ونصف المستمعين يشاهدون البودكاست عن طريق الفيديو.
وأظهرت الإعلانات عبر شبكة SiriusXM للبودكاست زيادة في نية الشراء للحملات الإعلانية بمقدار 8 نقاط، بحسب ما ذكرته منصة Podcastexpert.
إحصاءات حديثة حول انتشار البودكاست عالميًا
في عام 2023، بلغ عدد مستمعي البودكاست عالميًا حوالي 500 مليون مستمع، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 650 مليون مستمع بحلول عام 2027، بحسب منصة (Statista)
وحوالي 34% من الأمريكيين يستمعون إلى البودكاست أسبوعيًا في عام 2024، مقارنةً بـ26% في عام 2022، وهو ما ذكرته منصة (Quill Podcasting).
أما منصة (Edison Research) فأوضحت أن 59% من الفئة العمرية 12-34 عامًا يستمعون إلى البودكاست شهريًا، بينما 27% من الفئة العمرية 55 عامًا فما فوق يستمعون بنفس التكرار.
في عام 2023، بلغت إيرادات الإعلانات للبودكاست في الولايات المتحدة حوالي 1.9 مليار دولار، ومن المتوقع أن تتجاوز 2 مليار دولار في عام 2024، حسب (IAB)
اعتبارًا من أكتوبر 2024، يفضل 40% من المستمعين الأسبوعيين في الولايات المتحدة مشاهدة البودكاست بدلاً من الاستماع فقط، مرتفعًا من 28% في أكتوبر 2022، وهو ما ذكرته منصة (Backlinko).
إيجابيات انتشار البودكاست
يعمل على تنوع المحتوى وإتاحة فرص جديدة للأفكار غير التقليدية: إمكانية الوصول السهلة إلى منصات البودكاست تتيح للمبدعين تقديم محتوى متنوع ومبتكر يلبي اهتمامات مختلفة.
إضافة إلى إمكانية إيصال الرسائل الهادفة دون قيود الإعلام التقليدي: يتيح البودكاست للمبدعين التعبير عن آرائهم ومشاركة قصصهم دون الحاجة إلى المرور عبر وسائل الإعلام التقليدية.
وتوفير بديل للمحتوى الترفيهي والإخباري بعيدًا عن القنوات الرسمية: يمنح البودكاست المستمعين فرصة الوصول إلى محتوى مستقل ومتنوع يتجاوز المحتوى التقليدي.
سلبيات انتشار البودكاست
انتشار محتوى غير موثوق أو غير مدروس نظرًا لقلة خبرة بعض صناع البودكاست: قد يؤدي سهولة الوصول إلى منصات البودكاست إلى نشر معلومات غير دقيقة أو مضللة.
ضعف الجودة الفنية والصوتية لبعض الحلقات بسبب استخدام معدات غير احترافية: قد تؤثر المعدات غير المناسبة على جودة الصوت وتجربة المستمع.
تكرار المحتوى وغياب التميز بسبب كثرة عدد البودكاستات المتشابهة: قد يؤدي التشبع في بعض المواضيع إلى صعوبة التميز وجذب المستمعين.
مشاركة علي
إرسال التعليق