- كتب: أحمد طنطاوى
رحلت عن عالمنا اليوم الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، عن عمر يناهز 93 عامًا، تاركة خلفها سجلًا فنيًا استثنائيًا امتد لعقود، جعلها واحدة من أبرز أعمدة الفن المصري والعربي، ولقّبت عن جدارة بـ”سيدة المسرح العربي”.
وأعلن خبر الوفاة الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية.
وُلدت سميحة أيوب في حي شبرا العريق بالقاهرة، وتخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1953، حيث نهلت من فنون المسرح على يد رائد الفن المسرحي زكي طليمات. سرعان ما تألقت على خشبة المسرح، لتُصبح وجهًا مألوفًا في عروض شكّلت وجدان أجيال، مثل: رابعة العدوية، سكة السلامة، دماء على أستار الكعبة، أغا ممنون، ودائرة الطباشير القوقازية.
لم يتوقف حضورها عند خشبة المسرح، بل امتد ليشمل السينما والتلفزيون، حيث شاركت في أفلام بارزة كـ أرض النفاق، فجر الإسلام، بين الأطلال، ومع السعادة، ومسلسلات شهيرة مثل الضوء الشارد، أوان الورد، أميرة في عابدين، والمصراوية.
حظيت بتكريمات رفيعة من رؤساء مصر، بدءًا من جمال عبد الناصر وأنور السادات، كما نالت تقديرًا عربيًا ودوليًا، أبرزها من الرئيس السوري حافظ الأسد والرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان.
تميزت سميحة أيوب برؤية فنية واضحة، وآمنت بأن للفن رسالة تتجاوز الترفيه، فاختارت دائمًا أعمالًا ترتقي بالذوق العام وتعكس قضايا المجتمع، وكانت ترى في الفنان قدوة ومسؤولًا أمام جمهوره.
برحيلها، تطوي الساحة الثقافية فصلًا مهمًا من تاريخ المسرح، وتفقد الدراما العربية صوتًا استثنائيًا لطالما خاطب الوجدان، وبصمة ستظل محفورة في ذاكرة الإبداع.
مشاركة علي
إرسال التعليق