- كتب: محمود فتحي
في زمن تَحوَّل فيه العالم الرقمي إلى مركز حياة الأجيال الجديدة، أصبحت التريندات (Trends) على منصات التواصل الاجتماعي أشبه بالبوصلة التي توجه سلوك الأطفال والمراهقين، وتؤثر في تفكيرهم، وأحيانًا تعيد تشكيل قيمهم الاجتماعية والأخلاقية.
التريندات لن تتوقف، لكن قدرتنا على تحويلها إلى أدوات إيجابية تكمن في وعينا وفهمنا لها، في زمن السرعة الرقمية، كل “لايك” وكل “شير” هو جزء من تربية رقمية إما أن تبني أو تهدم.
التريندات.. سلطة ناعمة جديدة
التريندات عبارة عن أنماط أو مواضيع تحصد تفاعلاً كبيرًا خلال فترة قصيرة، وغالبًا ما تكون مصحوبة بتحديات (Challenges)، رقصات، موضة، أو حتى محتوى ساخر.
ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة Common Sense Media، فإن 62% من المراهقين يتأثرون بما يشاهدونه على الإنترنت عند اتخاذ قراراتهم اليومية.
التأثيرات السلبية المحتملة
تشويه المفاهيم.. بعض التريندات تروج لسلوكيات خطيرة مثل إيذاء النفس أو تحديات غير آمنة مثل “تحدي التعتيم” الذي أودى بحياة أطفال في عدة دول.
تطبيع العنف والسخرية.. تُعزز بعض التريندات ثقافة التنمر أو الاستهزاء، مما ينعكس على تفاعل الأطفال مع أقرانهم في العالم الواقعي.
اضطرابات نفسية.. أشارت دراسة نشرتها Mayo Clinic إلى أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل يرتبط بزيادة معدلات القلق والاكتئاب بين المراهقين.
الوجه الإيجابي للتريندات
ليس كل ما يلمع على السوشيال ميديا خادعًا، فبعض التريندات تساهم في، تعزيز الإبداع والابتكار من خلال تحديات فنية وتعليمية، ونشر رسائل توعوية مثل “تريند القراءة” أو “دعم القضايا الإنسانية”.
إضافة إلى أنها تعمل على تقوية المهارات التقنية والتواصلية عند الأطفال والمراهقين.
دور الأهل والمدارس
يؤكد الخبراء على ضرورة وجود رقابة واعية لا تقوم على المنع فقط، بل على الحوار والتوجيه، وتقول الدكتورة Jean Twenge، أستاذة علم النفس في جامعة سان دييغو: “التربية الرقمية ليست رفاهية، بل ضرورة لحماية الجيل الجديد من الانسياق وراء تأثيرات قد لا يدركون مخاطرها”.
توصيات عملية
في ظل الانفتاح الرقمي الهائل، أصبح من الضروري على الأهل والمربين التحرك بوعي لحماية النشء وتوجيههم بشكل إيجابي، وهنا بعض الخطوات الفعالة:
تخصيص وقت يومي للحوار.. فتح مساحة نقاش يومية مع الأبناء حول ما يشاهدونه على الإنترنت، يساعدهم على التفكير النقدي وعدم تقبّل المحتوى بشكل أعمى.
الاستعانة بأدوات الرقابة الذكية.. استخدام تطبيقات مثل Google Family Link أو Qustodio يمكّن الأهل من متابعة النشاط الرقمي دون التطفل، وبطريقة توعوية.
إشراك المراهقين في ورش توعوية.. تنظيم أو المشاركة في ورش حول الوعي الإعلامي، وتعليم مهارات مثل التحقق من المعلومات، وتمييز التضليل من الحقيقة، يعزّز من مناعتهم الرقمية.
مشاركة علي
إرسال التعليق