كتب.. محمود فتحي:
في الآونة الأخيرة، ظهرت ظاهرة لافتة على منصات التواصل الاجتماعي، تتمثل في مجموعة من الأشخاص الذين يشبهون نجوم كرة القدم العالميين، هؤلاء الأشخاص يبدؤون في استغلال تشابه ملامحهم مع لاعبي كرة القدم الشهيريين لنشر صور وفيديوهات على الإنترنت، مما يثير اهتمام الجماهير ويجذب ملايين المشاهدات.
ظاهرة “أشباه اللاعبين” أصبحت جزءًا من المشهد الرقمي المعاصر، حيث استطاع هؤلاء الأشخاص الحصول على شهرة واسعة عبر استغلال ملامحهم المتشابهة مع نجوم كرة القدم، في حين يرى البعض أن هذه الظاهرة مجرد تسلية وجذب للانتباه، يعتقد آخرون أنها قد تكون وسيلة غير عادلة لتحقيق الشهرة.
ومع ذلك، تظل هذه الظاهرة انعكاسًا لتطور المحتوى الرقمي وانتشار التقليد عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث يبقى الإبداع والتفاعل الجماهيري هما العاملان الرئيسيان في نجاحها.
بداية ظاهرة “أشباه اللاعبين”
بدأت هذه الظاهرة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وجد بعض الأفراد الذين يمتلكون ملامح مشابهة للاعبين مشهورين الفرصة لاستغلال هذا التشابه للظهور في مقاطع فيديو وصور تنتشر بسرعة بين المستخدمين، وبمرور الوقت، بدأ هؤلاء الأشخاص في تقليد حركات وسلوكيات اللاعبين الحقيقيين، مما ساعدهم في اكتساب شعبية واسعة.
وفقًا لتقرير نشره موقع “ESPN”، أصبح بعض هؤلاء “الأشباه” شخصيات مؤثرة على الإنترنت، حيث يتابعهم مئات الآلاف من الأشخاص، وبفضل هذه الشعبية، حصلوا على دعوات لحضور فعاليات رياضية كضيوف شرف، ما جعلهم يدخلون عالم الشهرة من باب التقليد.
لماذا حققت الظاهرة نجاحًا واسعًا؟
تحققت شعبية ظاهرة “أشباه اللاعبين” بسبب عدة عوامل رئيسية تجعلها جذابة للجماهير، منها الشبه الكبير، فالعديد من الأشخاص الذين يظهرون في هذه الظاهرة يمتلكون ملامح مشابهة لنجوم كرة القدم، مما يجعل الجماهير تتفاعل معهم بشكل طبيعي وكأنهم هؤلاء اللاعبين الحقيقيين.
أيضا التقليد المتقن، فلا يتوقف الأمر على التشابه الجسدي فقط، بل يتعدى ذلك إلى تقليد سلوكيات اللاعبين، مثل طريقة المشي، احتفالات الأهداف، وحتى أسلوب الكلام، مما يعزز من واقعية تقليدهم.
سبب آخر وهو التفاعل الجماهيري، فالجماهير دائمًا ما تحب رؤية نسخ شبيهة من نجومها المفضلين، مما يزيد من تفاعلهم مع المحتوى الذي يقدمه “أشباه اللاعبين” ويزيد من انتشاره.
المحتوى الكوميدي، أحد الأسباب فالعديد من “أشباه اللاعبين” يضيفون عنصر الفكاهة إلى مقاطعهم من خلال صناعة مقاطع ساخرة أو المشاركة في تحديات كروية، مما يزيد من جاذبية المحتوى لديهم ويجذب مزيدًا من المشاهدات.
التأثير على اللاعبين الأصليين
مع تزايد انتشار هذه الظاهرة، بدأ بعض اللاعبين الحقيقيين في التفاعل مع “أشباههم” عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فعلى سبيل المثال، نشر نجم كرة القدم البرازيلي نيمار صورة مع أحد الأشخاص الذين يشبهونه، وأشاد بأسلوب تقليده له. وفي بعض الحالات، تلقى هؤلاء المقلدون دعوات لحضور المباريات كضيوف شرف، وهو ما منحهم فرصة مقابلة اللاعبين الأصليين مباشرة.
هل هناك سلبيات لهذه الظاهرة؟
على الرغم من الجانب الترفيهي لهذه الظاهرة، إلا أن لها بعض السلبيات التي لا يمكن تجاهلها، ومنها التضليل، ففي بعض الأحيان، يستغل بعض الأشخاص التشابه مع النجوم لخداع الجماهير أو الترويج لمنتجات بشكل غير مباشر، وهو ما يثير التساؤلات حول النزاهة في هذه الظاهرة.
من السلبيات أيضا الشهرة السريعة بدون جهد حقيقي، فيرى البعض أن هذه الشهرة تُكتسب بسهولة ودون تقديم أي موهبة حقيقية، ما يؤدي إلى انتقادات تتعلق بعدم العدالة في الوصول إلى الشهرة.
وأخيرا استغلال التشابه تجاريًا، فبعض “أشباه اللاعبين” يطلبون المال مقابل ظهورهم في الفعاليات أو التقاط الصور مع المعجبين، مما قد يُعتبر استغلالًا لشبههم بدلاً من بناء هوية شخصية مستقلة.
مشاركة علي
إرسال التعليق