حاوره أحمد طنطاوي
في ظل التغيرات الاجتماعية والقانونية التي يشهدها المجتمع المصري، أثار قانون الحضانة الجديد جدلًا واسعًا بين من يراه خطوة إيجابية لتحقيق التوازن بين حقوق الأبوين، ومن يخشى أن يؤثر على استقرار الأسرة ومستقبل الأطفال.
ويُظهر قانون الحضانة الجديد محاولة لتحقيق توازن بين حقوق الأبوين، لكن نجاحه يعتمد على التطبيق العملي والوعي المجتمعي لضمان تحقيق العدالة واستقرار الأسرة، وبينما يمثل هذا التعديل خطوة للأمام.
لفهم أبعاد القانون الجديد، التقى (Eg Trend Mix) بالمحامي زكي عبد السلام محمد، المتخصص في قضايا الأحوال الشخصية، للحديث عن تفاصيل القانون وتأثيره على المجتمع.
بدايةً، ما المقصود بالحضانة وفق القانون المصري؟
الحضانة تعني رعاية الطفل وحمايته من الأذى، مع توفير احتياجاته الأساسية نفسيًا وجسديًا، وهي مسؤولية تقع على عاتق الحاضن لضمان تنشئة الطفل في بيئة سليمة.
ما السن القانوني للحضانة في مصر؟
حدد القانون المصري سن الحضانة للذكور حتى 15 عامًا، وللإناث حتى بلوغ سن الزواج. بعد هذا السن، يُخير الطفل بين البقاء مع الأم أو الانتقال إلى حضانة الأب.
س: ما أبرز الشروط التي يجب توافرها في الحاضن؟
يشترط القانون أن يكون الحاضن قادرًا على تربية الطفل، خاليًا من الأمراض الخطيرة أو المعدية، كامل الأهلية، ويتمتع بحسن السير والسلوك.
لماذا تم تعديل قانون الحضانة في 2024؟
جاء التعديل بسبب الثغرات الموجودة في القانون القديم، الذي كان يجعل الأب في المرتبة الأخيرة في ترتيب الحضانة، مما تسبب في نزاعات أسرية كثيرة.
من أبرز الأمثلة حادثة “مشادة كفر الدوار” بين الصحفي محمد البربري وطليقته، التي أسفرت عن إصابة الأخيرة ومقتل شخص وإصابة طفل، وهو ما دفع المشرّع إلى التدخل لمعالجة هذه الإشكالات القانونية والاجتماعية.
ما هو ترتيب الأب في قانون الحضانة الجديد؟
في القانون الجديد، أصبح الأب في المرتبة الثانية بعد الأم، خلافًا للقانون السابق الذي كان يمنح الأولوية للأم، ثم أم الأم، ثم أخت الأم، ثم أم الأب، وأخيرًا الأب.
متى يحق للأب الحصول على الحضانة؟
يحق له ذلك في حال قررت الأم السفر أو الهجرة، أو في حال زواجها من شخص آخر.
هل هناك شروط خاصة تمنح الأب الحضانة إذا تزوجت الأم؟
نعم، يجب على الأب إثبات أن الزوج الجديد للأم غير مؤهل لرعاية الطفل، استنادًا إلى قاعدة “ارتكاب أخف الأضرار تفاديًا لأشدها”.
كيف يمكن أن يؤثر قانون الحضانة الجديد على استقرار الأسرة؟
إذا طُبّق القانون بشكل صحيح، فقد يساعد في تقليل الخلافات الأسرية من خلال تحديد الحقوق بوضوح، لكن في المقابل، قد يؤدي سوء الفهم أو نقص التوعية إلى تفاقم النزاعات.
ما أبرز التحديات التي تواجه المحاكم في تطبيق القانون الجديد؟
أبرز التحديات تتمثل في العدد الكبير من القضايا المتراكمة في المحاكم، بالإضافة إلى صعوبة تنفيذ الأحكام في بعض الحالات، خاصةً إذا حاول أحد الأطراف تعطيل التنفيذ.
هل هناك آليات واضحة لحل النزاعات بين الوالدين؟
نعم، يضع القانون عدة آليات مثل الوساطة الأسرية وإعداد تقارير اجتماعية، لكن فاعلية هذه الإجراءات تعتمد على كفاءة الجهات المختصة في تطبيقها.
هل يمنح القانون الجديد الطرف غير الحاضن حق استضافة الطفل؟
نعم، يمنح القانون غير الحاضن حق استضافة الطفل، وتشمل المبيت لمدة يومين شهريًا، وأسبوع كامل خلال العطلات السنوية، بهدف تعزيز العلاقة بين الطفل والطرف غير الحاضن.
هل يسقط حق الرؤية والاستضافة إذا امتنع الطرف غير الحاضن عن دفع النفقة؟
نعم، القانون الجديد ينص على سقوط حق الرؤية والاستضافة إذا امتنع الطرف الملزم بالنفقة عن سدادها دون عذر قانوني، لضمان التزامه بواجباته المالية تجاه الطفل.
كيف تقيم ردود فعل المجتمع تجاه قانون الحضانة الجديد؟
الآراء متباينة، لكن الغالبية ترحب بالقانون لأنه يعالج مشكلات سابقة، ومع ذلك، هناك اعتراضات من بعض الأطراف، خصوصًا فيما يتعلق بتفسير النصوص القانونية الجديدة، وهو أمر طبيعي عند حدوث تغييرات قانونية كبيرة.
هل تعتقد أن القانون الجديد كافٍ لحل الخلافات الأسرية، أم يحتاج إلى تعديلات إضافية؟
القانون خطوة إيجابية، لكنه بحاجة إلى تعديلات إضافية، مثل توضيح آلية تنفيذ أحكام الرؤية والاستضافة، ووضع عقوبات واضحة لمن يعرقل التنفيذ.
إذا كان بإمكانك اقتراح تعديل على القانون، فما هو؟
أقترح إضافة بند يُلزم الطرفين بتقديم تقرير دوري عن حالة الطفل أثناء الحضانة، لضمان متابعة مستمرة لمصلحته.
مشاركة علي
إرسال التعليق