السوشيال ميديا والدراما الرمضانية.. من مشاهد خلف الشاشة إلى صانع للنجاح والفشل

كتب: محمود فتحي

في السنوات الأخيرة، شهدت الدراما الرمضانية تحوّلًا جذريًا، لم يقتصر على تطور أدوات الإنتاج أو تنوع الموضوعات، بل شمل أيضًا الطريقة التي تُروج بها الأعمال وتُقيَّم جماهيريًا، فقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي لاعبًا رئيسيًا في صناعة النجاح، بل وأحيانًا في توجيه مصير المسلسل بالكامل.

لم يعد نجاح العمل الفني يقاس فقط بنسب المشاهدة التقليدية، بل بعدد التفاعلات، “التريندات”، والمقاطع المتداولة عبر المنصات الرقمية.

مشاهدة-التلفاز-لوقت-طويل-تزيد-آلام-مرضى-السكري-2-1671129145874 السوشيال ميديا والدراما الرمضانية.. من مشاهد خلف الشاشة إلى صانع للنجاح والفشل
من الدراما إلى التريند: ماذا تغيّر؟

لم يعد المشاهد ينتظر نهاية الحلقة ليعبّر عن رأيه؛ فبتغريدة واحدة أو مقطع ساخر، يمكن لمشهد درامي أن يصبح حديث الساعة. وخلال رمضان 2024، برزت العديد من الأعمال التي لاقت رواجًا بفضل التفاعل على السوشيال ميديا، مثل “الكتيبة 101″، و”سره الباتع”، و”تلت التلاتة”.

مشهد “اعتراف البطل” في مسلسل الكتيبة 101 حصد آلاف المشاركات على تيك توك وفيسبوك، وتحول إلى مادة للميمز.

الفنانة غادة عبد الرازق أثارت جدلًا واسعًا في أحد مشاهد تلت التلاتة، ما جعل اسمها يتصدر محركات البحث، وانقسم الجمهور بين مؤيد ورافض لأداء الشخصية.

maxresdefault السوشيال ميديا والدراما الرمضانية.. من مشاهد خلف الشاشة إلى صانع للنجاح والفشل

الوجه الإيجابي للسوشيال ميديا في خدمة الدراما

تسويق مجاني واسع الانتشار.. تحوّلت منصات مثل إنستغرام وتويتر إلى أدوات دعائية فعالة، حيث يقوم الجمهور نفسه بمهمة النشر والترويج.

رصد فوري لانطباعات الجمهور.. أصبح صناع الدراما قادرين على قياس نبض الجمهور لحظة بلحظة، ما يمكنهم من تعديل بعض التفاصيل أو تكثيف حضور بعض الشخصيات.

تصعيد النجوم الجدد.. بعض الوجوه الشابة مثل آدم الشرقاوي وأسماء أبو اليزيد حظوا بشهرة واسعة بفضل مشاهد انتشرت على المنصات، ما ساعد في تعزيز حضورهم الفني.

740486Image1-1180x677_d السوشيال ميديا والدراما الرمضانية.. من مشاهد خلف الشاشة إلى صانع للنجاح والفشل

الوجه الآخر: التريند قد يقتل العمل

التريند السلبي.. قد يؤدي تداول مشهد ساخر أو خارج السياق إلى تشويه صورة العمل أو النيل من أحد أبطاله.

تشتيت الانتباه عن الرسائل الجادة.. التركيز على اللقطات المثيرة قد يُهمّش القيمة الفنية أو الاجتماعية للمسلسل.

التقييم الجماهيري المزيف.. بعض المسلسلات تُسلط عليها الأضواء لمجرد انتشارها رقميًا، بينما تُظلم أعمال أخرى ذات جودة فنية بسبب ضعف الحضور الرقمي.

5951.png السوشيال ميديا والدراما الرمضانية.. من مشاهد خلف الشاشة إلى صانع للنجاح والفشل

دور المنصات الرقمية في توجيه الإنتاج

اتجهت بعض شركات الإنتاج إلى اختيار موضوعات قابلة لأن تصبح “تريندًا”، وراحت تتعاون مع مؤثري السوشيال ميديا للترويج للمسلسلات، ولم يعد الفن وحده كافيًا، بل باتت الخوارزميات أيضًا جزءًا من المعادلة الإنتاجية.

السوشيال ميديا، لم تعد مجرد وسيلة ترويجية، بل أصبحت طرفًا فاعلًا في صناعة الدراما الرمضانية. وبينما فتحت آفاقًا جديدة للانتشار والتفاعل، إلا أنها فرضت تحديات تتعلق بسطحية التقييم وسرعة الحكم على العمل. ومع ازدياد تأثيرها، يبقى السؤال: هل تتحكم الخوارزميات في ذوق الجمهور، أم أنها تعبّر عنه فعلًا؟

مشاركة علي

إرسال التعليق