التريندات الرقمية.. كيف تغيّر سلوكيات الشراء في جيل الإنترنت؟

كتب: محمود فتحي

في زمن الانفتاح الرقمي والاتصال اللحظي، أصبحت السوشيال ميديا اللاعب الأساسي في تشكيل قرارات الأفراد، خصوصًا فئة الشباب، ومع تصاعد التريندات التي تروّج لمنتجات أو أنماط حياة معينة، أصبح التأثير الشرائي يتخطى الإعلانات التقليدية، ليتجسد في “لايك” أو “شير” أو حتى “تريند” يتصدر المشهد لفترة قصيرة، لكنه يترك أثرًا طويل الأمد على السلوك الاستهلاكي.

ففي عالم تحكمه الخوارزميات والهاشتاجات، أصبحت قرارات الشراء مرهونة بلحظة انبهار قد لا تدوم أكثر من أيام. وبينما يركض الشباب خلف التريندات لتحقيق الذات أو الظهور الاجتماعي، تبرز الحاجة إلى تنمية الوعي الاستهلاكي وغرس قيم التمييز النقدي لدى الجيل الجديد، ليبقى السؤال المطروح: كيف نوازن بين الانفتاح على الجديد وبين الحفاظ على وعي استهلاكي رشيد؟

السلوك-الشرائى-للمستهلك-Consumer-Buying-Behaviour التريندات الرقمية.. كيف تغيّر سلوكيات الشراء في جيل الإنترنت؟

ما هو تأثير التريندات على قرارات الشراء؟

بحسب دراسة حديثة نشرتها مجلة Journal of Consumer Research في 2024، فإن “تريندات السوشيال ميديا” تُحدث تأثيرًا فوريًا وعاطفيًا على قرارات الشراء لدى الشباب، حيث يتولد شعور بالحاجة الفورية لامتلاك المنتج المرتبط بالتريند، بغض النظر عن الحاجة الفعلية إليه.

أسباب انتشار الظاهرة

وتوضح الدكتورة منى السعيد، أستاذة الإعلام الرقمي بجامعة القاهرة، أن الشباب لا يرون التريند مجرد منتج، بل كوسيلة للاندماج المجتمعي والظهور بمظهر عصري يتماشى مع السائد.

وأشارت السعيد، إلى أن الظاهرة تعود إلى أسباب متعددة، أبرزها، رغبة الشباب في القبول الاجتماعي: حيث يمنحهم التفاعل مع التريند شعورًا بالانتماء، إضافة إلى الضغوط النفسية، مثل ظاهرة “FOMO” (الخوف من فوات الشيء)، حيث يشعر الشخص بالحاجة الملحة لشراء المنتج لكي لا يفوّت الفرصة.

وأضافت إلى أن الأساليب التسويقية الحديثة، سبب آخر، مثل استخدام المؤثرين في الدعاية، الذين يقدمون المنتجات وكأنها جزء من حياتهم اليومية، مما يزيد من رغبة المتابعين في اقتنائها.

cropped-شراااء التريندات الرقمية.. كيف تغيّر سلوكيات الشراء في جيل الإنترنت؟

تأثير التريندات على الشباب

تؤكد الدكتورة منى السعيد، أن الخطر ليس في الإعلان نفسه، بل في تكرار ربطه بمشاعر مثل الفرح أو القبول، مما يجعل الشاب يتأثر دون أن يشعر، حيث تؤدي إلى زيادة النزعة الاستهلاكية، فالشباب أصبحوا يستهلكون أكثر من احتياجاتهم الفعلية بسبب تأثير التريندات.

كما أوضحت أنها تسبب الضغط المالي، فالعديد من الشباب يدخلون في ديون صغيرة أو يستنزفون مدخراتهم لمواكبة التريندات، إضافة إلى تقلب الذوق العام، خصوصا وأن المنتجات والماركات تتغير بسرعة، مما يؤدي إلى عدم الاستقرار في أنماط الشراء.

 

مشاركة علي

إرسال التعليق