أحمد طنطاوي.. يكتب:
في عصر يكتظ بالفرص الرقميّة، باتت منصّة “تيك توك” إحدى أبرز وجهات الترفيه الإلكترونيّ للشباب، غير أنّ الإفراط في استخدامها يقود إلى إهدار ساعات ثمينة كان بالإمكان استثمارها في تطوير الذات أو اكتساب مهارات جديدة.
فعلى الرغم من أنّ الترفيه يُعدّ جزءًا ضروريًا من حياتنا، إلّا أنّ التحوّل المفاجئ للمشاهدة أو إنتاج الفيديوهات القصيرة إلى عادة يومية مفرطة ينطوي على مخاطر حقيقيّة. فبدلًا من قضاء الوقت في القراءة أو دراسة لغة جديدة، ينغمس البعض في تحديات راقصة أو مقاطع تكراريّة تعتمد على التقليد السطحي للمشاهد الطريفة، دون أن يضيف ذلك أيّة قيمة معرفيّة أو عمليّة.
وتُروّج تيك توك – كسائر منصّات التواصل الاجتماعيّ – لإنتاج “محتوى سريع” يجذب المشاهدين بآليات تسليعيّة أكثر من كونها تعليميّة أو تحفيزيّة، هذه الثقافة تُفضي إلى “التفكير السطحي” وتُهمّش المواضيع الجادّة، في وقت كان من الممكن فيه استثمار هذه المنصّات لدعم التعليم الإلكتروني أو المبادرات التنمويّة.
يتعيّن على الشباب إدراك قيمة الوقت كأغلى ما يملكون، وعليه يمكنهم: تعلّم لغات جديدة عبر تطبيقات متخصّصة، اكتساب مهارات برمجيّة أو تصميميّة عن طريق الدورات المجانية والمدفوعة، متابعة محاضرات ومقالات تثري المعارف في مجالات الاهتمام.
توازن الاختيار، ليس المقصود منه منع الترفيه أو الاستمتاع، بل ينبغي علينا اختيار المحتوى بعقل ويقظة. فكلّ دقيقة تُقضى فيما لا ينفعنا هي فرصة ضائعة كانت ستفتح لنا آفاقًا أوسع نحو مستقبل مهني وشخصي أفضل.
في الختام، دعونا نعيد تقييم علاقتنا بمنصّات التواصل؛ هل نُكمل في دوّامة التسلية الفارغة، أم نُسهم بإنتاج محتوى بنّاء يثري أنفسنا ومجتمعاتنا.
مشاركة علي
إرسال التعليق