التأثير النفسي والاجتماعي للتريندات

مصطفى عصام.. يكتب:

يكمن التأثير السلبي للتريندات في السيطرة على العقل الجمعي، فكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ينساقون وراء التريندات وما يُعرف بـ”الهاشتاج”، وبالتالي يقعون ضحية لتلاعب تلك التريندات بصحتهم النفسية، خاصة إذا نتج عنها تدخل رسمي، كما حدث في قضية “الفيرمونت”، حيث بدأت القصة بهاشتاج ثم تعاطف معها شريحة واسعة من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، تلاه تدخل السلطات الأمنية والتشريعية، مما أعطى قوة ومصداقية للتريند.

تزامن ذلك مع انطلاق العديد من الهاشتاجات التي تنصح الفتيات بعدم الخروج بمفردهن، وأن الشارع المصري غير صالح وغير آمن للفتيات، وهو ما انعكس سلبًا على نفسية الفتيات بشكل أساسي، مما أثر على السلم الاجتماعي.

تُعدّ “التريندات” نمطًا من أنماط حروب الجيل الخامس، حيث يستخدمها البعض في الترويج لتوجهاتهم المعادية، مما يتسبب في تهييج الرأي العام، وإثارة حالة الاعتراض والنقمة على كل شيء، مما يؤثر سلبًا على النسيج المجتمعي، ويعمل على إضعاف تأييد ومساندة الشعب لوطنهم.

شيوع حالات العنف والطلاق: فقد خلصت نتائج بعض الأبحاث الاجتماعية المتخصصة في “دراسات الجندر” إلى أن زيادة معدل الحديث عن حقوق المرأة إعلاميًا، خاصة تلك الغير متعارف عليها مجتمعيًا، يزيد من معدلات التربص ضدها بدعوى إعادة تشكيل توازن القوى بين الرجل والمرأة.

التأثير السلبي على خلخلة الأعراف المجتمعية: فشيوع بعض التريندات التي تركز على كسر القوالب الاجتماعية قد تصبح واقعًا شيئًا فشيئًا، هناك هاشتاجات تنادي بتحرير العلاقة بين الشاب والفتاة مثلًا تحت ذريعة “الحرية الشخصية”، وآخر ينادي بحرية “المثلية الجنسية”. فقد يؤدي ذلك إلى تكوين صورة ذهنية باستباحة تلك العادات الدخيلة لدى النشء، خاصة في ظل تراجع الدور التربوي للأسرة والمؤسسات التعليمية والدينية عالميًا.

وختامًا، بالرغم من أن التريندات قد تُعد خطرًا على المجتمع، إلا أن لهذه الظاهرة العديد من الإيجابيات القوية كعقاب الجناة ونصرة المجني عليهم، كما حدث في قضايا الابتزاز الإلكتروني، أو تشجيع بعض النماذج المشرفة في المجتمع، كما حدث في قضية الشاب الذي أعاد مبلغًا ماليًا كبيرًا عثر عليه لصاحبه، علاوة على تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التي غلبت على المجتمع لفترات طويلة، مثل تريند حق الكد والسعي للمرأة. إلا أن بعضها الآخر يتعارض مع الفطرة الإنسانية والأديان السماوية، والبعض الآخر يسبب تكدير السلم والأمن الاجتماعيين، وهو ما يضع المجتمع أمام ظاهرة لابد من مواجهة مخاطرها، خاصة على النشء.

مشاركة علي

إرسال التعليق