شاب يبث لحظاته الأخيرة على الهواء: “ذنبي في رقبة كل من ظلمني'”

في واقعة هزّت الشارع المصري وأثارت موجة واسعة من الحزن والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، أنهى شاب حياته خلال بث مباشر عبر “فيسبوك”، موجّهًا كلمات قاسية لكل من تسبب في معاناته، ومعلنًا أنه لم يعد قادرًا على تحمل المزيد من الضغوط المادية والنفسية.

مشهد مأساوي على الهواء
الشاب، ويدعى” مصطفى محمد مصطفى عبده”، يبلغ من العمر 22 عامًا، كان يعيش في قرية رمبلة الجديدة بمحافظة الدقهلية. في بثه الأخير، ظهر مصطفى وهو في حالة من الانهيار، يتحدث عن الظلم الذي تعرض له، والاتهامات الباطلة التي لاحقته، بالإضافة إلى أزمة مالية خانقة جعلته عاجزًا عن مواجهة الحياة. قبل لحظات من إنهاء حياته، قال بصوت يملؤه الألم: “ذنبي في رقبة كل اللي ظلمني”

لحظات قليلة كانت كافية ليدوّن مصطفى نهايته بيديه، حيث تناول قرصًا سامًا يُستخدم في حفظ الغلال، وهو أحد أكثر وسائل الانتحار انتشارًا في القرى المصرية بسبب سهولة الحصول عليه وسرعة تأثيره، بعد انتشار الفيديو الصادم، سارع أفراد عائلته إلى نقله إلى مستشفى منية النصر المركزي، لكن الأطباء أعلنوا وفاته فور وصوله.

غضب وحزن على مواقع التواصل
انتشر خبر وفاة مصطفى بسرعة البرق، وتحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة للنقاش حول الأسباب التي دفعت شابًا في مقتبل العمر إلى هذه النهاية المأساوية،البعض ألقى باللوم على الظروف الاقتصادية القاسية، بينما رأى آخرون أن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب الدعم النفسي والاجتماعي للشباب الذين يواجهون ضغوطًا هائلة دون أن يجدوا من يسمعهم.

عدد كبير من المتابعين أعادوا نشر مقاطع من كلماته الأخيرة، معتبرين أن رسالته تحذير خطير للمجتمع بضرورة الالتفات لمعاناة الشباب، والاستماع إليهم قبل أن تتحول أزماتهم إلى مآسٍ جديدة، كما طالب آخرون بضرورة تشديد الرقابة على بيع المواد السامة التي أصبحت وسيلة سهلة لإنهاء الحياة، خاصة في القرى والمناطق الريفية.

قضية أكبر من مجرد حادثة
هذه الحادثة لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة، في ظل ارتفاع معدلات الانتحار بين الشباب نتيجة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، تقارير حديثة أكدت تزايد حالات الانتحار في مصر خلال السنوات الأخيرة، مما يفرض ضرورة التحرك السريع لمواجهة هذه الظاهرة عبر توفير دعم نفسي حقيقي، وتسهيل فرص العمل، وتعزيز التكافل المجتمعي.

رحل مصطفى، لكن كلماته الأخيرة لا تزال تدوي في آذان من سمعوه، تذكيرًا بأن هناك من يعاني في صمت، وأن بعض الجروح لا تُرى بالعين، لكنها قد تكون قاتلة،فهل سنشهد تغييرًا حقيقيًا، أم ستُنسى قصته كما نُسيت قصص من سبقوه؟

مشاركة علي

إرسال التعليق

اقرء ايضا