كتب.. أحمد طنطاوي
تحول حفل زفاف في بلدة الطيبة العربية، مساء أمس، إلى مشهد من الرعب والفوضى، بعدما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المكان بشكل مفاجئ، وسط إطلاق كثيف لقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، واعتداءات جسدية طالت عددًا من الحاضرين، ما أسفر عن حالات اختناق وذعر واسع، خاصة بين النساء والأطفال.
وكانت أجواء الفرح تسود الحفل قبل أن تداهمه قوات الاحتلال مدججة بالسلاح، بزعم “البحث عن مطلوبين”، وفق ما صرحت به مصادر محلية. إلا أن عملية الاقتحام سرعان ما تحولت إلى اعتداء مباشر على المشاركين، حيث قام الجنود بضرب عدد من المدعوين، واعتقال مجموعة من الشبان بعد تكبيلهم، في مشهد وصفه شهود العيان بـ”الهمجي”.
مقاطع فيديو وثّقتها كاميرات الهواتف وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت لحظات الهجوم، وسط صرخات النساء والأطفال، بينما قامت القوات بتفتيش المكان دون مراعاة لحرمته أو لخصوصية المناسبة.
عائلة العريس عبّرت عن صدمتها من المشهد، وقال أحد الأقارب: “اقتحموا الحفل كما لو كنا في ساحة معركة، الأطفال كانوا يبكون، والنساء في حالة انهيار، ولم يسلم حتى كبار السن من التنكيل”.
الحادثة أثارت موجة استنكار من قبل المؤسسات الحقوقية الفلسطينية، التي وصفت ما جرى بأنه “انتهاك سافر للحقوق الإنسانية الأساسية، واستهداف متعمد للمدنيين الفلسطينيين في لحظاتهم الخاصة”، وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه الممارسات التي وصفتها بـ”المنهجية والمستمرة”.
وأكدت منظمات حقوقية أن ما حدث في الطيبة ليس استثناءً، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال اعتادت في السنوات الأخيرة على اقتحام مناسبات اجتماعية، من بينها حفلات زفاف وجنازات وخطوبات، كجزء من سياسة ترهيب تهدف إلى تقييد الحياة اليومية للفلسطينيين.
ورغم ما حدث، أصر العروسان على استكمال مراسم الزفاف بعد انسحاب القوات، في رسالة تحدٍ واضحة، تعكس إصرار الفلسطينيين على التمسك بالحياة في وجه القمع والاحتلال.
مشاركة علي
إرسال التعليق