في الأيام الأخيرة، تصدّر موضوع “المساكنة” قائمة الترند في مصر، مثير
جدلًا واسعًا بين مؤيدين يرونها شكلًا من أشكال الحرية الشخصية، ومعارضين يعتبرونها تهديدًا لقيم المجتمع،جاءت هذه الضجة بعد انتشار قصص وشهادات لأشخاص أعلنوا عن تجاربهم في المساكنة، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو في برامج حوارية.
ما هي المساكنة ولماذا أثارت الجدل؟
المساكنة، التي تعني إقامة رجل وامرأة معًا دون زواج رسمي، ليست جديدة على المستوى العالمي، لكنها في مصر تُعد من المحرمات الاجتماعية والدينية،ومع ذلك، يزعم البعض أن تغيرات الأجيال وتوسع دائرة الحريات الشخصية ساهمت في طرحها للنقاش علنًا، خاصة بين الشباب في المدن الكبرى.
رأي القانون والمجتمع
من الناحية القانونية، لا يوجد نص صريح يجرّم المساكنة، ولكن قد يواجه أطرافها مشاكل قانونية تتعلق بالإثباتات القانونية للأبناء في حال وجودهم، أو المساءلة بتهمة “الفعل الفاضح” حال الإبلاغ عنهم. وعلى المستوى الديني والاجتماعي، لا يزال الرفض سيد الموقف، حيث أكد رجال الدين وعلماء الاجتماع أن انتشار مثل هذه الظواهر يمثل تحديًا للأعراف والتقاليد الراسخة.
هل نحن أمام ظاهرة جديدة؟
في ظل الانفتاح التكنولوجي وسهولة الوصول إلى تجارب ثقافات مختلفة، أصبح الشباب أكثر جرأة في التعبير عن أفكارهم، حتى وإن كانت تصطدم مع السائد، ومع ذلك، يرى محللون أن المساكنة ستظل ظاهرة محدودة داخل دوائر معينة، ولن تتحول إلى نمط حياة شائع في المجتمع المصري المحافظ.
ما بين رافض يرى فيها تهديدًا للقيم، ومؤيد يعتبرها جزءًا من حرية الاختيار، يبقى السؤال: هل هذا الجدل مجرّد موجة عابرة أم مؤشر على تغيّر أعمق في المجتمع المصري؟
مشاركة علي
إرسال التعليق