محمود فتحي.. يكتب:
في ظل الثورة الرقمية، أصبحت الإعلانات تهيمن على كل زاوية في حياتنا، من الإنترنت والتلفاز إلى وسائل التواصل الاجتماعي، ومع تزايد المنافسة بين الشركات، يلجأ البعض إلى أساليب غير أخلاقية بهدف خداع المستهلكين وتحفيزهم على شراء منتجات قد لا تكون فعّالة كما يزعمون.
المقال يسلط الضوء على ظاهرة الإعلانات المضللة، ويناقش تأثيرها على قرارات الشراء لدى المستهلكين، مع عرض بعض الأمثلة لأشهر أساليب الخداع الإعلاني.
فمن أساليب الإعلانات المضللة، الوعود الكاذبة، فكثيرًا من الإعلانات تُقدّم وعودًا غير قابلة للتحقيق، على سبيل المثال، تُروج بعض مستحضرات التجميل بوعود غير واقعية مثل تبييض البشرة في أيام قليلة، أو منتجات للتخسيس تدّعي أنها تساعد في فقدان الوزن دون الحاجة إلى حمية غذائية.
أيضا إخفاء المعلومات الحقيقية، فبعض الشركات تروج لمنتجاتها دون الكشف عن عيوبها أو آثارها الجانبية. على سبيل المثال، تُروّج بعض المكملات الغذائية على أنها “طبيعية 100%”، بينما قد تحتوي على مواد كيميائية ضارة قد تؤثر على صحة المستهلك.
التسويق عبر المؤثرين بشكل غير نزيه، فاستغلال المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي أصبح من أكثر الأساليب شيوعًا في الإعلانات المضللة. حيث يروّج البعض لمنتجات لا يستخدمونها فعليًا، مما يخدع متابعيهم الذين يثقون بهم، كما تعتمد بعض الإعلانات على استراتيجيات نفسية مثل “العرض المحدود” أو “الخصومات المؤقتة” لدفع المستهلكين إلى اتخاذ قرارات شراء سريعة دون التفكير بعقلانية.
وللإعلانات المضللة تأثيرا على المستهلكين، من خلال إهدار المال والوقت، فالكثير من المستهلكين ينفقون أموالهم على منتجات بناءً على وعود إعلانية كاذبة، مما يؤدي إلى خيبة أمل كبيرة وإهدار المال دون الحصول على النتائج المتوقعة.
أيضا المشاكل الصحية، ففي بعض الأحيان، قد تكون الإعلانات المضللة خطيرة على صحة المستهلكين، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بمكملات غذائية أو منتجات طبية غير موثوقة قد تسبب أضرارًا صحية.
وقد تؤدي إلى فقدان الثقة في الإعلانات والشركات، فمع كثرة التضليل الإعلاني، يصبح المستهلك أكثر حذرًا وأقل ثقة في الإعلانات بشكل عام، مما يؤثر سلبًا حتى على الشركات التي تقدم منتجات حقيقية وذات جودة.
والسؤال هنا كيف نحمي المستهلكين من الإعلانات المضللة؟ يمكن ذلك من خلال تعزيز التوعية الإعلامية، فمن الضروري أن يكون المستهلك على دراية بكيفية التحقق من مصداقية أي إعلان قبل اتخاذ قرار الشراء، وبهذا، تكون التوعية الإعلامية أداة قوية في الحماية.
إضافة إلى تشديد الرقابة على الإعلانات، فينبغي على السلطات الرقابية فرض قوانين صارمة ضد الشركات التي تقوم بتضليل المستهلكين، مع فرض غرامات وعقوبات على المخالفين لضمان تقديم إعلانات صادقة.
وهنا يمكن القول أن للإعلام والصحافة دورا في كشف التضليل، فيجب على الصحفيين والإعلاميين تسليط الضوء على الحملات الإعلانية الكاذبة، وإجراء تحقيقات تكشف طرق الخداع التي تستخدمها الشركات، مما يساعد في تحذير المستهلكين.
ختاما.. تلعب الإعلانات دورًا أساسيًا في توجيه قرارات المستهلكين، ولكن عندما تُستخدم بطرق مضللة، فإنها تسبب أضرارًا جسيمة على الأفراد والمجتمع. من الضروري أن يكون المستهلك أكثر وعيًا بما يُعرض عليه، وأن تتحمل الشركات مسؤولية تقديم إعلانات صادقة تُظهر حقيقة منتجاتها دون اللجوء إلى الخداع.
مشاركة علي
إرسال التعليق