سحب كتاب “كاملات عقل ودين”: قرار دار “السراج” يثير جدل حرية الفكر والنشر

في واقعة أثارت جدلًا واسعًا، قررت دار نشر “السراج” سحب كتاب “كاملات عقل ودين” للكاتبة “أسماء عثمان الشرقاوي” من معرض “القاهرة الدولي للكتاب”، وذلك بعد مواجهة انتقادات حادة من بعض الأوساط الثقافية والدينية. وقد فتح هذا القرار باب النقاش حول حدود حرية الفكر والنشر، وسط انقسام واضح بين المؤيدين والمعارضين.

يطرح الكتاب قضايا متعلقة بالمرأة والدين، مما أثار اعتراضات لاعتبار بعض الفئات أنه يتضمن تشكيكًا في أحاديث نبوية صحيحة. في المقابل، رأى آخرون أن الكتاب يمثل محاولة لطرح رؤية جديدة تستحق النقاش بدلاً من المنع، مؤكدين ضرورة فتح حوار فكري يراعي التعددية.

بعد تصاعد الجدل، أعلنت دار “السراج” سحب الكتاب من المعرض، مؤكدة أنها لم تكن تهدف إلى إثارة الجدل أو الإساءة إلى أي نصوص دينية. ومن جانبها، علّقت الكاتبة “أسماء عثمان الشرقاوي” على القرار بإتاحة نسخة إلكترونية مجانية للقراء، مشددة على أن الهدف من كتابها كان فتح حوار فكري بناء، لا خلق صدام ديني.

أثار القرار موجة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فقد اعتبر البعض أن سحب الكتاب يمثل انتصارًا لـ”حراس التراث” على حساب حرية الفكر، بينما رأى آخرون أن احترام الثوابت الدينية يأتي في مقدمة الأولويات، خاصةً في ظل طرح أفكار قد تثير البلبلة.

يبقى السؤال المطروح: هل كان الحل في سحب الكتاب، أم كان من الأفضل فتح مناظرات وحوارات فكرية حول محتواه؟ وبينما قد ينتهي الجدل في أروقة المعرض، فإن النقاش حول حرية التعبير وحدود النقد الفكري يظل مستمرًا بين رواد الثقافة والفكر.

مشاركة علي

إرسال التعليق

اقرء ايضا